الأربعاء، 9 أبريل 2014

هذا ما كنت أخشاه
--------------------------
كان لى - الى وقت ليس ببعيد - صديق شاب من دمنهور ..
وكان الى وقت قريب يضع كلمة ( الماركسى ) كلقب الى جوار اسمه ..
عرفته من الميادين التى اشتعلت منذ 25 يناير بالشباب الثائر ...
كان نموذجا لماهو منتشر هذه الأيام ممن يطلقون على انفسهم ويطلق عليهم البعض تعبير ( الشباب الثورى ) , ( الناشط السياسى ) . وخلافه من هذه الألقاب التى تتصدر حياتنا هذه الأيام ...
كان دائما حريصا على ان يبدوا أكثر ثورية واكثر إخلاصا لفكرة الثورة الأشتراكية من أى أحد وأن يبدوا مناضلا من أجل تثوير المجتمع
وبغض النظر انه لم يكن يستبقظ قبل الظهر ولاينزل الى الفاعليات إلا بعد الرابعة مساء بعد أن يكون قد استمع الى الموسيقى التى يحبها وهو يحتسى قهوته الصباحية ( بعد الظهر ) ثم ينزل الفاعلية معلنا عدم رضاه عن تردد هذا وذاك وإنتهازية فلان وفلان وبيرقراطية فلان وعدم ثورية فلان ...
وينتهى الأمر ببذل بعض الهتافات والقاء بغض الشعارات الساخنة ...
ثم الذهاب الى الكافيه الذى يجلس عليه المثقفون والنشطاء لمناقشة شئون العالم وجديد النظرية الماركسية ..... وهكذا .. الى آخره ..
هذا الذى كان صديقى تتطرف فى طريقته فى أن يبدو أكثر ثورية من الآخرين ..
فبدا يكتب منذ بداية العام الحالى عن أنه لاحل أمام المخاوف من عودة الدولة البوليسية سوى من هدم وتفكيك تلك الدولة الضعيفة الفاسدة ؟؟؟؟؟؟
ثم فوجئت به يكتب فى أولوية تنظيم اللادينيين والملحدين للدفاع عن حقوقهم ( وكأن تلك أولوية نضالية مطلقة فى الوقت الذى لم أقرأ له كلمات عن أهمية تنظيم الشرائح والفئات المنضغطة إجتماعيا كالعمال والفلاحين وفقراء المدن والريف وقاطنى العشوائيات ...)
حاورته على الفيس دونما فائدة ..
ذكرنى بشخصية جعفر الراوى بطل رواية ((قلب الليل)) للرائع نجيب محفوظ ..
وهو الشخصية التى انتهى بها مطاف انبهارها السطحى بالافكار والفلسفات والشعارات - دونما أنطلاق من واقع وجذور وطنية وواقعية - الى مانتهت اليه فى الرواية
كتبت كثيرا له أحذره من مصير جعفر الراوى ...
و لما كانت كل تلك النصائح فالتحذيرات ذهبت أدراج الرياح ...
بل ونصحه آحرون من اساتذتى اصحاب التاريخ الوطنى النضالى الناصع .. مثل المناضل النبيل شخصا وتاريخا أحمد بهاء الدين شعبان أمين الحزب الاشتراكى المصرى الذى حذره من ذلك المنهج المدمر ( عندما طرح فكرة ماأسماه بضرورة الكفاح المسلح ضد عنف الدولة البوليسية ) ..
وكتب اليه استاذى وصديقى المناضل القيادى الوطنى سيد شعبان ..
وكتب له صديقى المناضل المحامى البحراوى رامى الحدينى أحد قيادات الحزب الاشتراكى دونما جدوى ...
كتبت على حسابى فى الفيس بوستات بعنوان (الى صديقى جعفر الراوى ) لأحذره مما أنتهى اليه جعفر الراوى ...
الذى انتهى المطاف به الى حالة من الهزيان الفكرى والفلسفى ...
ثم الى حالة من الهزيان المرضى التى أخشى على صديقى السابق من الإنجراف السريع اليها .. .. إذ كتب فى حسابه على الفيس مايلى :
((
منذ 8 ساعات
مشكله النوبه هى نفس مشكله الأكراد والأمازيغ والنوبه ليست مصرية ولا عربية أنما هم عرق له ثقافاته المختلفه تماما وأهالى النوبه سواء فى جنوب أسوان و شمال السودان لهم الحق الكامل فى تقرير المصير وهو نفس الحق لأكراد العراق وسوريا وتركيا وأمازيغ الصحراء المغربية.
أعجبني · · مشاركة

3 أشخاص معجبون بهذا. ))
-------------------------------------------
حمدى عبد العزيز 9 إبريل2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق