الأحد، 22 سبتمبر 2013

محلاها عيشة الفلاح

الفلاح المصرى ( اتحدث عن الفلاح الحقيقى الذى يفلح الارض ) عندما يمرض لايذهب الى الطبيب ولا يجرى التحاليل لمجرد شعوره بالارهاق مثلنا نحن المثقفين .. بل عندما يمرض احد افراد اسرته يفعل ذلك ايضا ولايسرع به للطبيب الا بعد ان يرقد فى سرير المرض تماما ...
لكنه حين تمرض جاموسته .. او بقرته .. فأنه يسرع الى استدعاء الطبيب البيطرى او يذهب اليه فى بيته .. يطلب العلاج لها ... وان تتطلب هذا الامر الاستدانة من جيرانه ...
لأن موت الجاموسة او البقرة هنا معناه خراب البيت والجوع .. فالارض تنتج المحصول الذى لايغطى تكلفته نتيجة ارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج وتلاعب التجار به تحت اعين وسمع وبصر الدولة التى انسحبت تماما منذ عقود من ان تقوم بدورها فى تسويق المحاصيل وتوفير مستلزمات الأنتاج فضلا عن الرعاية الصحية والاجتماعية للفلاح المصرى ...
لم يبق للفلاح الا جاموسته او بقرته .. التى يعيش على البضع كيلوات من اللبن ومشتقاته التى يبيعها كزبد وجبن وسمن وخلافه .. فتصنع راتبا اسبوعيا له يسد به رمقه ورمق اسرته ويوفر بها مصاريف الزراعة وغذاء ماشيته ...
اما تكاليف الحياة من زواج وبناء ومصاريف مدارس وولادة الى اخره .. فالاستدانة عالية التكاليف والفوائد من بنك التنمية الزراعى تتكفل بها ..
وتكون النهاية اما ان يظل مدينا طوال حياته عبر تدوير مديونته لدى البنك (والتى تظل على الورثة فيما بعد) .. او التوقف النهائى عن السداد الذى يعنى الوقوع فى براثن السجن ..
عرفتم لماذا تكون اولوية العلاج عند الفلاح للجاموسة او البقرة .. عن العلاج لنفسه او اولاده او امرأته ؟
-------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق