الجمعة، 6 ديسمبر 2013

جملة إعتراضية



 رغم أعتناقى للفكر الأشتراكى منذ سن مبكرة فى صباى وانخراطى فى العمل السياسى قبل أن أبلغ الثامنة عشرة و قبل أن تكون لى بطاقة انتخابية  , لم أعتقد يوما فى امتلاكى ميزة أو مؤهلا يجعلنى أسمح لنفسى بأن أطلق على شخصى الغير مميز  لقب ناشط سياسى أو غيره من الألقاب التى استبيحت هذه الأيام وسهل تداولها كما سهل تداول العديد من العبارات والالقاب مثل ( ثورة ) و (ثوار ) و( ثورى ) ... لدرجة أنه فى بعض الأحيان كانت تكفيك مجرد التمشية فى ميدان التحرير وبعض المشاركة فى بعض الطقوس ( كرفع الأعلام أو تعليق بعض اللوجوهات على عروات الجواكت أو التلفع بكوفية تحمل عبارات ثورية ... الى آخره ..)

   لم  أحرص على أن أشاهد مثلا لابسا كوفية ورافعا أصبعى بعلامة النصر فى ميدان التحرير  ولا أمتلك مجموعة صور لى وأنا فى الميدان مع المشاهير من الثوار  أو الثائرين مشيرا بعلامة النصر إياها أو ملوحا بقبضتى أو رافعا عقيرتى بهتاف أمام  كاميرة  من جيوش الكاميرات التليفزيونية التى كانت تملأ الميدان 

وقد لا أعرف أين هو ميدان محمد محمود ألا بعد اشارة من أحدهم إليه , بل لم أنزل ميدان محمد محمود .. وربما مررت به دونما أن أدرى أنه ميدان محمد محمود ..  كل ذلك لأننى كنت فى الغالب الأعم مجرد جزء من المشاركة العامة فى فاعليات الميدان فى أحيان معينة كانت تتطلب ذلك وعندما يكون ميدان التحرير هو الميدان الرئيسى الذى يتعين الوجود فيه دونما باقى الميادين أو لمقتضيات لحظة كنا نرى فيها ان ميدان النحرير هو المشهد الأهم فى تلك اللحظة لإيصال رسالة ما ... 

ذلك لأننى كنت معنيا بميادين أخرى وشوارع أخرى لها علاقة بالحيز الجغرافى  الذى اتحمل مسئولية المشاركة وسط أهله وشبابه وناشطيه وبحكم انى أعيش وأعمل واناضل فيه ...   

ولهذا فأنا لم أكن أعتبر نفسى من سكان ميدان التحرير ولا أزعم أننى من ثواره ( اذا كان لقب ثوار يختص به من نزل ميدان التحرير فقط .. مثلما تم التعامل مع محمد مرسى الرئيس السابق فى انتخابات الإعادة الرئاسية على انه مرشح الثورة لمجرد انه كان من رواد ميدان التحرير فى الأيام التى أعقبت 28 يناير ) 

 لم أكن اتعامل مع ميدان التحرير على انه ميدانى الأساسى .. لأننى كنت أعرف ان هناك ميادين أخرى قد تكون لها أهمية مقاربة لميدان التحرير .. وان ذهابى الى ميدان التحرير فى بعض الأحيان هو استعراض لالزوم له مالم يكن فى اطار ان ميدان التحرير نفسه مجرد أداة من أدوات العمل الثورى وأن كافة الأحتجاجات والمظاهرات هى مجرد أساليب للعمل على تحقيق خطوات تنقلنا الى نقاط اطلاق فى اطار مشروع ثورى حقيقى للتغيير وتصور لما بعد هذا التغيير وامتلاك اليات واضحة متفق عليها لتحقيق ذلك عبر جماهير منظمة وعمل منظم واصطفاف سياسى منظم يعبر عن تلك الأرادة ..

طبعا أنا أشهد أن جماهير الشعب المصرى  وفى مقدمتها شبابه الثائر النبيل  قد صنعت ملحمة شعبية  تاريخية غير مسبوقة  فى 25 يناير 2011 وكررت ذلك فى 30 يونيو 2013 ...   وأن هناك دماء ذكية قد روت تلك الميادين , وشهداء لايكفى أن نقف لهم إجلالا وأحتراما كل يوم ... 

ولكن الشيطان يكمن بين ثنايا علامات الأستفهام التى تقفز الى رأسى اللحوح حول : وماذا عن المحصلة ؟ وهل أن اللحظة الراهنة تصلح كمحصلة تليق بنا (( نحن (الثائرين )  ولم أقل ( الثوار ) لعلة فى نفس يعقوب سأبينها فيما بعد ))  ؟ ..  

وأين كل ذلك مما تم على الأرض حتى الآن ؟  

والى أى مدى يعبر المشهد العسير لأخراج الدستور عن تلك الحالة الثورية ؟  

وهل جاء الدستور ملبيا لتلك الأمانى التى ترتبت على الحالة الثورية التى عشناها فى 25 يناير و30 يونيو  ؟  

الحق أقول .. أننا وبكل تضحياتنا  ومافعلناه  منذ 25 يناير وحتى الآن من جهد واحتجاجات وبذل دماء وأنفس لم نصل بعد الى النضج الثورى الذى يجعلنا نعتقد أننا أصحاب ثورة ولنا الحق فى تحديد مستقبل هذا الوطن .. 

وكيف ونحن لانملك عملا تراكميا ثوريا منظما حتى ألآن فى اطار مشروع ثورى تقدمى  محدد المعالم  للتغيير الحقيقى الذى يعطى للثورة معناها وجوهرها بل واسمها الحقيقى ..؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق