السبت، 11 يناير 2014

- اخطأت بعض قوى اليسار المصرى المنهك تحت ضربات السادات ومن بعده حسنى مبارك منذ اواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات عندما قدرت طبيعة المرحلة بأنها تتسم بقوة قبضة النظام (وهذا صحيح ) وانه لايمكن العمل على اسقاط النظام وبالتالى التخلى عن شعار اسقاط النظام والعمل فى ظل تلك الاسقف المنخفضة المتاحة الان فى المراهنة على التناقضات التى ظهرت بين بعض اطراف النظام وفى بعض جنباته -- وبالتالى رأت انه ليس متاحا لها سوى ان تمارس العمل السياسى فى اطار ديمقراطية هذا النظام املا فى توسيع مساحتها بالمشاركة وهذا لم يحدث والذى حدث هو انها اصبحت مع الوقت تلعب فى اطار نفس قواعد اللعبة السياسية التى يحددها النظام وهنا ضاق الافق وشح الخيال السياسى لهذه القوى التى يفترض اناه القوى المرشحة دائما لقيادة الاحتجاجات والثورات وبالتالى فاتها ان تتلقف الاشارات الشعبية منذ التحركات الفئوية والوقفات الاحتجاجية البسيطة التى بدأت من 2001 ووضحت اكثر فى 2004 الى ان تبلورت بظهور حركات كفايه و6 ابريل -- وقتها كان الجسم الرئيسى لقوى اليسار قد ابتعد نوعا ما عن المراهنة على جماهيره واقترب نوعا ما على المراهنة على بعض اطراف وتناقضات النظام -- لم يتلقف اليسار اشارات 6 ابريل ومابعدها للتحرك وفق استراتيجية ثورية جديدة ووفقا لتنامى الوضع الثورى الذى يحتاج الى نضج عامله الذاتى المتمثل فى ضرورة انتظام القوى صاحبة المصلحة فى الثورة وبلورة مشروع سياسى ثورى وطرحه على المجتمع -- وهذا بالطبع لم يحدث لأن الافق السياسى لقيادات اليسار قد انسد فافتقدت اغلب قوى اليسار الخيال السياسى والابداع الثورى الذى يمكنها من ادراك الاشارات الدالة على بداياتحالة ثورية -- وهكذا كانت قيادات اليسار مفاجأة ب 25 يناير بينما افراده منخرطون فى الانتفاضة دونما مشروع سياسى ثورى



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق