الأربعاء، 5 مارس 2014

حمدين صباحى وضربة البداية


لا بأس من إعلان  حمدين صباحى ترشحه لرئاسة الجمهورية فهو رجل وطنى صاحب تاريخ نضالى ناصع .. .. وبغض النظر عن أننى سأكون من مؤيديه أم لا .. لإن التبكير بتأييد مرشح ما من الآن بالنسبة لى أمر لامبرر له .. فالأمور لم تتضح بعد فيما يتعلق بماهية المرشحين و بالمشروعات والبرامج السياسية للمرشحين المحتملين وكذا مايتعلق بمواقف الإصطفافات الوطنية المختلفة من دعم مرشح أو غيره ...

ولسبب أهم أيضا هو أننى سألتزم بهذا الشأن قرار الحزب الاشتراكى المصرى والذى أفخر بكونى عضوا بأمانته العامه ... 

بغض النظر عن كل ذلك فلى ملاحظات شخصية على أعلان صباحى ترشحه أمس تتلخص فى : 

1- أن صباحى قد استبق قرار تنظيمه   ( التيار الشعبى ) الذى كان ولايزال يناقش الموقف من الترشح للرئاسة والذى يفترض بالضرورة أن يكون داعما له  وهو ماقد يتسبب فى مشكلة داخل التيار الشعبى الذى كان يزمع صباحى تحويله الى حزب سياسى ,وماقد يترتب على ذلك  خصما من قوة دعم تنظيمه له, وهو أمر إذا ماحدث فأنه سيكون له تأثيرا سلبيا شديدا على صباحى ..

ومن وجهة نظرى كان يجب ان يعطى نموزجا للإلتزام الديمقراطى وينتظر قرار التيار الشعبى لا أن يفاجئ زملائه فى التيار بترشحه كأمر واقع يصادر  على مناقشة الموضوع وإتخاذ القرار بطريقة ديمقراطية  ..

2- انه ايضا بذلك استبق الجبهة السياسية التى شارك فى تأسيسها ولم يعلن انسحابه أو أنتهاء عضويته فيها .. وبالتالى فقد يفتقد لقرار جماعى داعم من هذا الإصطفاف الوطنى له وقد يرى البعض فى الجبهة ان هذا إحراج واستباق واستهانة بقرار الجبهة .. وكنت أرى انه كان من المهم لحمدين أن يحصل على قرار داعم من جبهة الإنقاذ باعتباره أحد مؤسسيها , وباعتبارها لم تنفض بعد ...

واعتقد ان هذا الترشح المبكر هو نوع من التحلل من الإلتزام بهذه الجبهة .. وهو مايعنى عمليا انتهاء جبهة الإنقاذ .

3- أرى أن حمدين قد بدأ بتصريح غير موفق إذ أعتبر نفسه مرشح الشباب ... فالمفروض ان المرشح لرئاسة الجمهورية يتقدم بوصفه مرشحا لجميع فئات وقطاعات المجتمع .. الشباب والنساء والشيوخ ... وأرى ذلك لعبا إنتخابيا مبكرا على نبرة سلبية قد ظهرت بعد 25 يناير وهى نبرة الشباب والعواجيز ... الشباب والنخب .... الشباب والقيادات .. وكأننا نعانى من انقسام سياسى على أساس جيلى وهذا إخلال بالواقع وبمشهدنا السياسى الراهن فى الوقت الذى يجب فيه أن نسأل جميع من يتحدث عن الشباب ويوظف هذا الحديث لأغراض الدعاية السياسية : أى شباب تقصد ؟ هل هم شباب الطبقة الوسطى ؟ أم شباب الفلاحين أم شباب العمال ؟ أم الشباب العاطل ؟ أم شباب الطبقات الرأسمالية العليا ؟ أم الطلاب الجامعيين ؟ أى مدلول سياسى أو اجتماعى تقصد بتعبير (( الشباب )) ؟ وهل الشباب هم طبقة أو شريحة إجتماعية ؟ أم هم قطاع طولى ( على أساس خصوصية عمرية  ) يمر بكل التقسيمات والتشكيلات الطبقية والإجتماعية المختلفة ؟

4- الأعلان عن الترشح قد أفتقد لبعض المسائل التى تجعل هذا الإعلان أكثر جدية ورصانة واختراما (فنحن نتحدث عن إعلان الترشح لرئاسة جمهورية مصر وليس لعضوية مجرد مجلس ما أو هيئة ما مع تقديرنا لكل المجالس والهيئات ) .. فهو قد جاء على نحو مفاجئ وغير مرتب جيدا فى حفل لم يكن مخصص لذلك .. ودونما ان يتضمن إعلانا للخطوط السياسية العريضة التى سيخوض السباق على أساسها وعرض لبرنامجه السياسى والقوى الداعمة له .. 

وهى بداية لم نكن نأمل أن يبدأ بها مرشح لرئاسة الجمهورية وباعتبار أنه يحترم ناخبيه ويقدر حجم وقيمة مايمثله كمرشح لأهم موقع فى مؤسسات الدولة المصرية .. 

هذه مجرد ملاحظات شخصية لاتقلل من احترامى وتقديرى لصباحى وسعادتى بترشحى , لكننى أردت فقط تنبيه القائمين على حملته الى أمور - فى حالة الحرص على تلافيها ومعالجتها - سيساهم هذا فى جعل حملته أكثر توفيقا ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق