الأربعاء، 5 مارس 2014

فليذهب الاستحقاق الرئاسى الى الجحيم

يبدو اننا سندخل الإستحقاق الرئاسى المصرى ونحن نمر بأصعب اللحظات حرجا ...  

فلم تشهد مصر وضعا بالغ السيولة والتعقيد من حيث الحالة السياسية والأمنية تأثيراتها المجتمعية قدر مانشهده الان ...

والغريب ان كثير مما يطلق عليهم او يطلقون على انفسهم النشطاء السياسيين والشباب الثورى يعيشون وضعا آخر وحسابات أخرى تملأ أذهانهم ومعتقداتهم بأنهم انجزوا ثورة بالفعل ولايهمهم سوى ان تكون الثورة مستمرة دونما ان يلتفتوا الى سؤال مؤداه هو : الى أى مدى هناك ثورة قد اتمت إنجازها ؟ وماهى بالضبط الثورة التى يجب ان تستمر ؟ ووفقا لأى مشروع ثورى ؟ وتحت أى قيادة ثورية ؟ ومارؤية الثورة للدولة ؟ وغيرها من الأسئلة التى لايتوقف عندها هؤلاء الذين يملؤن مواقع التواصل الإجتماعى وبرامج التوكشو .. خطابات حول عظمة الثورة المصرية وعبقريتها وأحقية الشباب الثائر فى التمكن والتصدر للمشهد الثورى والمزايدة على ماعداهم من القوى الوطنية والنخب السياسية وتمتد حالة المزايدة حتى الى التزيد على مناضلين أفنوا سنوات عمرهم فى النضال من اجل وطنية ومدنية الدولة ومن أجل العيش الكريم والحرية والمساواة والعدالة .. تلك المبادئ التى
أستلهمها هؤلاء النشطاء انفسهم فى شعارتهم التى يرددون ليل نهار ...

لم يسأل أحدهم نفسه عن الواقع الآن , ولا عن اللحظة التى يعيشها الوطن كمحصلة لحالة القصور التى عانت منها القوى الثورية والتى أدت بنا للوصول الى تلك اللحظة  وذلك المنحدر الصعب  الذى يحتم على الجميع التحلى بالمسئولية الوطنية وتجاوز حالة المزايدات والهرتلات السياسية والخطابات الجوفاء والوقوف المسئول عند حقائق اللحظة التى نعيشها الآن والتى  جاءت نتيجة تراكمات العقود السابقة والتجريف الذى حدث لكل ماهو إيجابى وتكمن فيه طاقة خلاص هذا الوطن وتقدمه وتواصلها مع عملية  التفكيك التخريب السياسى والمجتمعى  لكافة أركان الدولة المصرية تحت حكم الإخوان المسلمين  كل ذلك مضروبا ومضافا اليه حقيقة قصور الوعى والإدراك السياسى والتسابق المحموم على رفع الشعارات غير المناسبة والإحتجاجات المستمرة على كل شئ ومن اجل اى شئ , دونما اهداف ومشاريع محددة واصطفافات وطنية جادة وقدرة على قراءة الواقع والإكتفاء برفع الشعارات والمزايدة عليها فقط ليل نهار ....

 اللحظة الراهنة الآن يلخصها مقتل سبعة من أبناء الوطن بهذه الطريقة البشعة فى ليبيا   وهو يفجر دلالات أخرى تقودنا الى التبصر بحجم الأخطار التى يعيشها الوطن

... فالمصرى أصبح مستهدفا فى إحدى دول الجوار التى ترتع فيها عصابات تجار الدين والميليشيات التى تتلاقى إرداتها مع مؤامرات تفكيك الدول المحيطة بمصر وجميع دول ومناطق الجوار أصبحت مصدر تهديد للأمن القومى المصرى ..


مقتل السبعة مصريين مأساة .لم تحدث للمرة الأولى فهى تكرار لحوادث سابقة فى نفس اللحظة التى نعيشها ناهيك عن بعدها الطائفى والهدف منها .. وهى إهانة للدولة المصرية .. لكنه ايضا دليل تآكل لمركزها ووزنها فى محيطها الجغرافى وصولا لعمقها الأفريقى فى حوض النيل ..

وهذا مايتطلب ضرورة ان نتكاتف لسرعة الإنتهاء من المرحلة الإنتقالية التى طالت كثيرا ..

وتسببت فى أضرار جمة سواء على صعيد الإنهيار الإقتصادى والإجتماعى الذى نشهده أو على صعيد استمرار وتيرة الإرهاب والعنف ومايستتبعه من أخطار ..

وان نلتفت الى أننا فى خطر حقيقى يتطلب إصطفافا وطنيا حقيقيا حول هدف رئيسى هو إنقاذ الوطن من براثن قوى الإرهاب الدينى فى الداخل ومايحيط بالوطن من أخطار حقيقية على كل حدوده التى اصبحت غير آمنة جميعها فى لحظة نادرة من تاريخ الوطن , وكذا الخطر الوجودى الذى يتهددنا من العمق والمتمثل فى التطورات السيئة فى منطقة حوض النيل ومااستتبعها من بناء سد النهضة الإثيوبى ومواقف سوء الموقف فى منطقة حوض النيل ومايستتبع ذلك من خطر ان تتصحر الأراضى المصرية نتيجة عطش الزرع والبشر ... 

وتجدنا الان جميعا مشغولون بإشعال حرائق المطالب المعقولة ومايمكن تفهمه من اضرابات  عمالية  ذات مطالب مشروعة ومالايمكن تفهمه الان  من اضرابات لبعض الفئات التى لايمكن التعامل مع مطالبها الان كأولويات وطنية فى ظل دولة تكاد ان تئن تحت وطأة الإرهاب والتآمر الغربى ومااستتبعه فيما يشبه الحصار الدولى على الدولة المصرية بهدف تفكيكها ضمن مايجرى من تفكيك لمنطقة الشرق الأوسط بالكامل تمهيدا لإعادة ترتيب استعمارى جديد للعالم والمنطقة على الأخص ..

إنتبهوا ايها المصريون الوطنيون فأى خطر يتهددنا أكبر من أخطار هذه اللحظة الراهنة التى نعيشها ..

فليذهب الإستحقاق الرئاسى بأكمله الى الجحيم لأن البعض يمارسه وكأننا نمتلك الان ترف الصراع والمنافسة على كرسى الرئاسة كمواطنين لدولة مستقرة لم يبق غير ان تتنافس مشروعات الحلم بالرئاسة بمزايداتها وضجيجها الخطابى دونما محتوى يدرك جيدا مخاطر تلك اللحظة التى يمر بها قطار الإستحقاق الرئاسى ومن بعدها قطار الإستحقاق البرلمانى .. وهكذا ..

.. المهم والحيوى والضرورى الآن ان نلتفت الى الأخطار المحدقة بنا

وان نعمل فورا على تحقيق إصطفاف وطنى مدنى ديمقراطى وشعبى واسع يدفع الأمور نحو خطوات تهدف الى مواجهة حقيقية لتلك الأخطار وتحقق وجودا ومركزا قويا للدولة المصرية . 

--------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق