الاثنين، 23 سبتمبر 2013

دونما ذلك سنكون خارج التاريخ

لا مستقبل لنا الا بالتفاعل الجدلى مع التراث الانسانى العام والحضارة الانسانية ...ولابد فى هذه الحالة من تجاوز التابوهات والاوهام والمحرمات المبنية على العداء الثقافى للغرب ولابد من التعامل بروح الجدل لا بروح الدونية التى تنتج ثقافة مشوهة وابنية اجتماعية مشوهة وثقافة نقلية تابعة ... ولا هى روح العداء الذى ينتج تقوقعا وكسلا حضاريا .... ولا بروح المنهزمون حضاريا فنقع فى براثن تكريس التخلف واعادة انتاج التطرف الدينى وانما بروح الجدل التى تعنى ان نأخذ ونعطى وتتجادل ثقافتنا بالثقافات الانسانية المتعددة والتعامل الايجابى مع المنجزات العلمية والحضارية بغض النظر عن جهة الانتاج الجغرافى لهذا وذاك لأنها فى النهاية منجزات انسانية ملك جميع البشر وحق جميع البشر ..
والحضارة الانسانية فى النهاية واحدة المصدر ومتعددة الثقافات فهى نتاج تفاعل جميع الخبرات والرؤى الانسانية على مر التاريخ .. تماما مثلما تطرت الموسيقى الجنائزية الفرعونية الى موسيقى المارش على ايدى الاوربيين ثم تخاجت منها موسيقى الفالس والتانجو وكما كان ابناء افريقيا الذين تم جلبهم عبيدا الى امريكا يغنون احزانهم ويعبرون عن استلابهم وغربتهم وعناءهم كل مساء بالموسيقى فكانت فى النهاية موسيقى الجاز ..وهذا على صعيد الموسيقى وقد اخترتها لأنها مثالا يتعلق بالروح الانسانية ولايقل عن ذلك انسانية اننا لانعرف فى اى بلد تم انتاج الاسبرين لكن الانسانية جمعاء تعالج به الى الان ..ولكى تكون لنا مشاركاتنا وعطاؤنا الانسانى فى الحضارة لابد لنا من نقطة اولية تمثل فى الاستنارة بمعنى نشر ثقافة تغليب العقل والبحث والتجريب العلمى على ثقافة التناص السلفى التى كرستها الوهابية والاسلام الاسيوى ..ولا أستنارة بدون تنوير  يخوض معاركه مثقفون من النوع العضوى المرتبط بجسم المجتمع والملتحم به لا المثقف النخبوى الذى يبحث عن مستقر دائم له فى عالم الصفوة لتكون  تراكماته العلمية والمعرفية سبيلا لضمان المركز الاجتماعى المرموق وفقط .... يتلاحق مع ذلك العمل  على معالجة وتجاوز اشكاليات ثنائية شهيرة مثل الاصالة والمعاصرة ..الشرق والغرب ..الحداثة والهوية ..وخلافه من اشكاليات وضعناها امامنا لا لنحل معضلاتها ولكن لنضعها كعصا تعرقل دورة الترس ..فوقفنا محلك سير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق